ادّعاء النهي القرآني عن الإيمان بالسنة والعمل بها

فهم منكري السنة الآيتان التاليتان فهماُ سقيما 
قال الله تعالى:  اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (3) الاعراف

أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)  الأعراف

الزنادقة قد صور لهم جهلهم أو أرادوا هم أن يصوروا للناس بعنادهم أن محمد – صلى الله عليه وسلم – ولي من دون الله ؟ وأن هديه وإرشاده وبيانه للقرآن الذي أنزله الله عليه دين آخر غير الدين الذي بعثه الله به ،فحذرهم الله الإيمان بسنته والعمل بها ؟!

أرأيت جهلاً أجهل من هذا الجهل ؟!
أم أرأيت عناداً وحماقة أشنع من هذا العناد وتلك الحماقة ؟!
وكيف يكون محمد –صلى الله عليه وسلم – بهذه المنزلة الذي يناصب الله فيها للعداء ؟! والله يقول له قبل هذه الآية  (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ (2) أما قوله في الآية ( اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (3) الاعراف
فهي تثبيت للمؤمنين على ما بعث الله به رسوله محمد عليه الصلاة والسلام ، ونهى عن اتباع سبل الباطل وعبادة الأصنام والأوثان ، والإعتقاد في غير الله نافعاً وضاراً ، خالقاً ، رازقاً ، محيياً ،مييتاً ، رافعاً ، خافضاً ......الخ

هلا سأل رؤوس الجهل والضلال هؤلاء أنفسهم :
 كيف يبعث الله رسولاً وينزل إليه وحياً ، ثم يتخذ منه منافساً له ، ويحذر من أرسله إليهم من إتباعه؟
إنهم بذلك يسئون الى الله جل شأنه ، ويصفونه بلا لا يليق بجلاله وحكمته.

أما الآية الثانية:
فهى حديث صريح عن المكذبين بآيات الله، الذين آثروا الكفر على الإيمان .
وقد جاءت الآية في السياق القرآني الحكيم وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ۗ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (184) أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) سورة الأعراف

إن هذه الآيات جميعاً تنعي على الكفار كفرهم ، وتشير إلى دلائل الإيمان اللائحة أمامهم، وتضفي هالة على رسوله الكريم ، والحديث المذكور في الآية ( فبأي حديث بعده يؤمنون ) هو حديث الإيمان و دلائله  ومظاهرة العلوية والسفلية ، فكيف فهم هؤلاء الأغبياء أن الآية فيها تنظير بين  القرآن وبين حديث من أنزل عليه القرآن ، وأن الإستفهام الإنكاري ورد في الآية للتحذير من اتباع الحديث النبوي ؟
أليس هذا أغرب ما يقع في وهم واهم ، أو تخليط محموم ؟
لو كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يزعم هؤلاء الأغبياء لما أرسله رحمة للعالمين ، وهادياً ومبشراً ونذيراً.
إن سوء النية بادياً على أفواههم، وفيما تسطر أقلامهم وإلا فمالذي أعماهم عن قوله تعالى ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)  قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) 
سورة الأعراف

دقق النظر في نظم الآيتين ، تجد التصريح باتباع الرسول ورد مرتين : مضارعاً وأمراً : ( يتبعون ، اتبعوه )
ثم تأمل هذه الجمل ( يأمرهم – ينهاهم – يحل لهم – يحرم عليهم – يضع ) تجد الفاعل فيها عائداً على الرسول ، فهو الآمر ، والناهي ، والمحلل ، والمحرم ، والواضع ، فما هى دلالة هذا الصنع مع أنه مبلغ عن الله في الأمر ، والنهي ، والتحليل ، والتحريم ،وفي وضع الأغلال .
إن دلالة هذا النظم البديع أن لرسول الله دوراً في تأدية الرسالة ، وبيان ما انزل الله عليه من القرآن وما هداه إليه من ير، القرآن مما تضمنه سنة المطهرة ، وأحاديثه المشرفة ، لأن الله آتاه القرآن ومثله معه .
لم يكن السلاح الذي قاوم محمد به الباطل هو القرآن وحده ، بل كان القرآن والسنة معاً.

القرآن ضياء كالشمس ، والسنة نور كالقمر .
وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هى مفاتيح مافي القرآن من كنوز ، والأداه التي وصلت الأمة بما في القرآن من قيم ومبادىء وأسرار.

د. عبدالعظيم إبراهيم المطعني
الشبهات الثلاثون المثارة لإنكار السنة النبوية.

هل كانت للرسل والأنبياء السابقين (حكمة) في صورة "سُـنن"؟

هل كانت للرسل والأنبياء السابقين (حكمة) في صورة "سُـنن" يتبعها أقوامهم ويهدونهم بها ؟!
الجواب : نعم !
حيث ذكر الله تعالى أنه آتاهم الحكمة أيضاً بجانب الرسالات (للرسل) 
أو اتباع الرسالات والعمل بها (للأنبياء) 
ومعلوم أن رسالات الله لم تكن تحوي في الماضي تفاصيل العبادات والتشريعات
التي يتركها الله لبيان وتطبيق رسله وأنبيائه بين الناس ليتعلموا منهم 
تماماً ومثلما لم يتعرض القرآن الكريم لتفاصيل العديد من العبادات والمعاملات
والتشريعات وإن كان أحاط بذكرها ولم يترك منها شيء !

فهذه بعض الأمثلة عن إتيان الحكمة لهؤلاء الرسل والأنبياء أيضا مثل نبينا محمدﷺ
يقول عز وجل عن عبده داود عليه السلام :
" وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة  وعلمه مما يشاء " 
وهي ما يتبعه عليه قومه ويهتدون بها من ورائه ، وقال عنه كذلك 
" وشددنا مُلكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " 
ويقول عن عبده عيسى في بشارة أمه مريم به عليهما السلام :
" ويُعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل " 
.ويقول عنه كذلك :
" ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون "
ويقول عن عبده يحيى عليه السلام :
" يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الـحُـكم صبيا " 
والمقصود بالـحُـكم هنا : الحكمة وحُسن الفهم والعلم 
ويقول عن آل إبراهيم عليه السلام :
" أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينآ آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مُلكا عظيما "
ويقول ممتنا على بني إسرائيل وكثرة وتتابع رسالاته ووحيه وسنن أنبيائه فيهم واصطفائه لهم في زمانهم :
" ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والـحُـكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين " 
وهكذا نرى تلازم وجود ( السُـنة ) أو ( الحكمة ) مع الأنبياء والرسل !!
ولتتأملوا ذلك في آية الميثاق بالإيمان بالنبي الخاتم محمدﷺ:
" وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مُصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " 

ولهذا - وبعد إثبات السُّنَّة والحكمة لأنبياء الله ورسله عليهم السلام كما هي للنبي ﷺ
فقد ثبتت لهم هداية أممهم بهذه الحكمة "السُّنَّة"لزومًا !
 وتماماً كما هدانا النبي ﷺ بسُّنَّته وبحكمته التي آتاه الله إياها وأوحاها إليه
يقول تعالى:"وَإِنَّكَ لَتَهدي إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ" 
ويقول سبحانه عن إبراهيم عليه السلام ومَن بعده :
" ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ، ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين ،وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين " 

وهذه الهداية هداية : دلالة وإرشاد .

شبهة عدم نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان وأنه مات كما الأنبياء .

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ 

دلَّت الآيات الكريمة على عدم موت عيسى عليه السلام وعلى رفعه إلى الله سبحانه جسدًا وروحًا
ودلَّت أيضًا على نزوله إلى الأرض آخر الزمان بالإضافة إلى دلالة الأحاديث المتواترة على ذلك .

وإثبات نزوله عليه السلام يجب أن يكون من عقيدة المسلم ومنكر نزوله يكفر بذلك .

ومما جاء في القرآن من الآيات يدل على نزوله آخر الزمان إلى الأرض :

 قوله تعالى:﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ﴾
وفي رواية أخرى:"وَإِنَّهُ لَعَلَمٌ لِلسَّاعَةِ"
وسياق الآيات تتحدث عن عيسى عليه السلام
فلذلك : الضمير في قوله "إنَّهُ" يعود على النبي عيسى
والمعنى :  نزول عيسى عليه السلام شرط من أشراط الساعة

الدليل الآخر قوله:"ويكلم الناس في المهد وكهلًا ومن الصالحين"
توضيح للآية : 

نقل الشيخ الهراس عن ابن جرير: أن عيسى – عليه السلام –
كلَّم الناس في المهد، وسيكلمهم إذا قتل الدجال وهو يومئذ كهل
ثم قال: "وهذا الذي نقلناه عن ابن جرير هو قول عامة أهل التفسير
كلهم يفسرون الآية بذلك ،، ويجعلونها دليلا على نزول عيسى – عليه السلام –
وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه ،، فإن قوله سبحانه "وكهلًا"
معطوف على متعلق الظرف قبله، داخل معه في حكمه ،، والتقدير:
ويكلم الناس طفلًا في المهد ويكلمهم كهلًا، فإذا كان كلامه في حال الطفولة
وعقب الولادة مباشرة "آيـــة" فلابد أن المعطوف عليه وهو كلامه في حال الكهولة كذلك "آيـــة"
وإلا لم يحتج إلى التنصيص عليه؛ لأن الكلام من الكهل أمر مألوف معتاد فلا يحسن الإخبار به
لا سيما في "مقام البشارة" بل لابد أن يكون المراد بهذا الخبر أن كلامه كهلًا سيكون آية
ككلامه طفلا بمعنى أنه سيرفع إلى السماء قبل أن يكتهل، ثم ينزل فيبقى في الأرض
إلى أن يكتهل ويكلم الناس كهلًا وقد ذهب جمهور المحدثين والمؤرخين إلى أنه عليه السلام
رُفِعَ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة -أي قبل سن الكهولة- .

ومما يدل على رفعه عليه السلام إلى الله تعالى جسدًا وروحًا وعلى عدم موته :

قوله تعالى:"إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي"
فدلالة اللغة هنا لا تقتضي الموت 
لأنَّ :"إني متوفيك"هذا اللفظ يدل على الإستقبال
ولم يقل الله "إني توفيتك"ولم يقل أيضًا"توفاه الله"

وقال تعالى:"وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينًا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزًا حكيمًا"

ولو أن المراد بالرفع "رفع روحه أو منزلته لا جسده" -كما يزعم المُشكِّكون-
لما حَسُنَ ذكر الرفع في مُقابِل نفي القتل والصلب،لأن الذي يناسب نفي القتل والصلب عنه
هو رفعه حيًا لا موته، وإلا لقال الله وما قتلوه وما صلبوه بل الله هو الذي توفاه أو قتله !!!

وعلى أن في إخباره عز وجل بأنَّه رفعه إليه، ما يشعر باختصاصه لعيسى بذلك
والذي يمكن أن يختص به عيسى هو رفعه حيًا بجسده وروحه؛لأن أرواح جميع الأنبياء
بل المؤمنين تُرفع إلى الله بعد الموت لا فرق بين عيسى وغيره فلا تظهر فيه الخصوصية برفع روحه فقط ! 

أما عن قوله تعالى : "....فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد"

فالوفاة في القرآن لها عدة أوجه :

١-وفاة الموت قال الله:"الله يتوفى الأنفس حين موتها"
٢-وفاة النوم قال الله:"وهو الذي يتوفاكم بالليل"

فالمعنى بالآية السابقة هو وفاة عيسى عليه السلام وفاة نوم لا موت
وكلمة "الوفاة"كما تطلق على الموت تطلق على النوم

أيضًا للآية تفسير آخر ، وهو معنى قوله تعالى:"فلما توفيتني"
هو:استوفيت وأنهيت نُبوَّتي
فمثلاً فلان اقترض من فلان ألف ريال ثم سدَّده خمسمائة فقط
ثم قابله شخص آخر فقال له: هل وفَّيت فلانًا دَيْنَه؟!
فالمقصود هل أنهيت الدَّيْن الذي عليك؟

جاء في القاموس المحيط ٣٩٣-٤
"والوفاة في اللغة من استيفاء الحق وافيًا أي كاملًا لا نقص فيه
وقال صاحب القاموس المحيط : "أوفى فلانًا حقه: أعطاه وافيًا،
كوفَّاه ووافاه فاستوفاه وتوفاه"
فمن هذه المعاني السابقة تُفسَّر الآية 

فإن قال المُشكِّكون كيف ينزل والله أخبر بالقرآن عن محمد ﷺ أنه آخر الأنبياء ؟!

فنقول :
فإذا نزل عيسى عليه السلام آخر الزمان ينزل على دين محمد ﷺ 
ولهذا كان المعنى:"توفيتني"أي أنهيت مُدَّة نبوَّتي

ومَنْ استدل على وفاته بقوله تعالى:﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾

فالجواب هو: أن عيسى عليه الصلاة والسلام ليس مخلدًا 
فهو سيموت حين ورود أجله حتى ولو طال عمره .

والله جل جلاله أعلم.

الإثبات العلمي لصحة حديث (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل من إحداكن)

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
خرج رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى،
فمرَّ على النساء فقال: " يا معشر النساء ‏تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار. فقلن : وبم يا رسول الله؟‏
قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير .
ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل ‏الحازم من إحداكن.
قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟
قال: أليس شهادة المرأة ‏مثل نصف شهادة الرجل.‏
قلن: بلى. قال: فذلك من نقصان عقلها.‏
أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟‏
قلن: بلى. قال:فذلك من نقصان دينها".

تأمّل قوله: «وما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن»
معناها أي لم أر مثلكن يستطيع اللعب بعقول الرجال الحازمين، رغم النقص وهي غير ملامة في هذا النقص لأنها غير قادرة على دفعه،
 فالأول: بأصل الخِلقة، والثاني: بتكليف الشرع. وإنما جاء الحديث لبيان حالهن،العقل والفطرة يجزمان بأن لكل من المرأة والرجل خصائصه المنبنية على تكوينه العقلي والنفسي والجسماني الذي يختلف اختلافاً واضحاً عن الطرف الآخر، فهل يعقل أن تتساوى وظيفتهما مع هذا الاختلاف، أم أن العقل والفطرة والعدل والقسط كلها تجزم بأن يكلف كل منهما من الواجبات ما يقدر عليه، ويعطى من الحقوق ما يستحقه، ويسند إليه من الوظائف ما يلائمه ويناسبه، وهذا هو الذي جاء به الشرع وقرره قسطاً وعدلاً (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)
• ذكر الحديث أن امرأة منهن جزلة ناقشت الرسول صلى الله عليه وسلم. والجزلة، كما قال العلماء، هي ذات العقل والرأي والوقار،
فكيف تكون هذه ناقصة عقل وذات عقل ووقار في نفس الوقت؟ أليس هذا مدعاة إلى التناقض؟

• تعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من قدرات النساء، وأن الواحدة منهن تغلب ذا اللب أي الرجل الذكي جدًّا. فكيف تغلب ناقصة العقل رجلاً ذكيًّا جدًّا؟
• أن هذا الخطاب موجّه لنساء مسلمات، وهو يتعلق بأحكام إسلامية هي نصاب الشهادة والصلاة والصوم. فهل يا تُرى لو أن امرأة كافرة ذكية وأسلمت، فهل تصير ناقصة عقل بدخولها في الإسلام؟!
فهذا الفهم حصر العقل في القدرات العقلية ولم يأخذ الحديث بالكامل،
 أي لم يربط أجزاءه ببعض، كما لم يربطه مع الآية الكريمة. فالحديث يصرح بأن النساء ناقصات عقل،
ويعلل نقصان العقل عند النساء بكون شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد، والآية تعلل ذلك بالضلال والتذكير.
ولم تصرح الآية بأن النساء ناقصات عقل، ولا أن الحاجة إلى نصاب الشهادة هذا لأجل أن تفكير المرأة أقل من تفكير الرجل.
ختلافات دماغ المرأة عن الرجل
1-دماغ الرجل اثقل بنسبة من 10 إلى 20 في المائة. تقول بعض الأبحاث أن دماغ الرجل يحتوي على حوالي أربعة مليارات خلية دماغية وهذا أكبر من عدد الخلايا في دماغ المرأةفي بحث صدر عن جامعة هارفارد (2007) تقول الدكتورة Jill Goldstein هناك فروقات كبيرة جداً بين عقل الرجل وعقل المرأة سواء في الحجم أو الوزن أو كيفية معالجة المعلومات، كذلك هناك فروقات في عدد خلايا كل منطقة من مناطق الدماغ...




الصوره توضيح للنقطه رقم 1
2-بينت الأبحاث ان الجزء الأيمن من الدماغ لدى الأطفال الذكور ينمو بسرعة على عكس الاناث وهذا مايفسر تفوق الذكور في الرياضة وتفوق الاناث في المهارات اللغوية
3-دماغ المرأة يعمل ككتلة واحدة فهو لا يعمل بنظام التخصص كالرجل-فيمكن عند تلف احد الجزئين من دماغ الانثى أن يعوضه الفص الأخر-كما ان هذا يمكنه أن يفسر قوة الملاحظة والإدراك لديها. وهذه الشبكة المعقدة لديها نشاط مستمر لا يتوقف حتى أثناء النوم ، وهكذا نجد المرأة أكثر قلقاً وانفعالاً من الرجل


دماغ الرجل يعتبر على مستوى عالٍ من التخصص حيث أن كل جزء من أجزائه مختص بعلاج قضية محددة، بينما نجد أن المرأة تستخدم أجزاء كبيرة من دماغها لعلاج قضية واحدة



 تخصيص دماغ الرجل يجعله قادر على معالجة مشاكل محددة ودقيقة بمعزل عن بقية المشاكل والهموم اليومية، بينما نجد المرأة لا تستطيع معالجة مشكلة واحدة بمعزل عن بقية المشاكل اليومية. وبالتالي تنخفض قدرتها على حل المشاكل الكبيرة


4_لدى المرأة  القدرة على الإنتقال من حالة معينة إلى حالة أخرى بسهولة ويسر.
وهذا ما يعتبر امرا صعبا بالنسبة للرجل حيث أنه يحتاج إلى فترة من الوقت،عند خروجه من غرفة معينة ودخوله لغرفة جديدة من غرف الدماغ.
ومن أمثلة ذلك الرجل الذي يكون في العمل طوال اليوم.عند عودته للبيت يحتاج لفترة معينة حتى يستطيع أن يتحول بتركيزه إلى جو البيت.

تظهر الصور الناتجة عن جهاز المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي fMRI أن الرجل والمرأة عندما يقومان بنفس العمل فإن مناطق مختلفة من الدماغ تنشط، بما يؤكد بوضوح كامل أن طريقة عمل الدماغ لدى الرجل تختلف عن طريقة عمل الدماغ لدى المرأة.

5-العاطفه عند المرأة وقد بينت الكثير من الأبحاث العلمية أن الجهاز الحافي limbic System وهو الجهاز المسؤول عن العواطف له أثر كبير على سلوك المرأة أكثر منه على سلوك الرجل.
كما ان ابحاث أخرى قد ذهبت إلى أبعد من ذلك حيث بينت أن هذا الجهاز اكبر حجما عند المرأة.  ويقول العلماء إن المرأة أكثر قدرة على التقاط الإشارات العاطفية أكثر من الرجل.. ولذلك قال النبي الكريم: (وما رأيت من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي ‏لبٍّ ‏ ‏مِنْكُن) وهنا إشارة علمية إلى قدرة المرأة الهائلة في إثارة الرجل مع العلم أن دماغها أقل وأصغر!!
6-ودماغ المرأة جاء تصميمه مناسبا لتحمل الآلام الشديدة كالآم الولادة بينما لا يحتوي دماغ الرجل على هذه الميزة.
 فقد أثبتت البحوث أن دماغ المرأة يفرز مادة مخدرة تعمل على التخفيف من شدة الآلام. إلا أن هذه المادة المخدرة تؤثر على ذاكرة المرأة
وتأكيدا لهذا فقد تبين أن ذاكرة المرأة أثناء فترة الحمل وبعده بمدة قد تصل إلى العام تكون منخفضة. ولهذا فإن الرجل يتفوق على المرأة في الذاكرة الطويلة.بينما تتفوق المرأة في الذاكرة القصيره وقد أشار الله تعالى إلى وجه ضعفها في الشهادة بقوله: أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى،
فقد تنسى عند أداء الشهادة فتذكرها الأخرى، ولذلك لا يحق للقاضي التفريق بينهما عند الشهادة،

ومساواة الجنسين مساواة مطلقة هي الظلم لهما عند العقلاء وأصحاب الفطر السليمة، فمثلاً: لو أن رجلاً سافر مع طفل له صغير ومعهما حمولة ثقيلة،
فحمل الأب نصفها وألزم الصغير بحمل النصف الآخر
 بحجة العدل والمساواة، فإن من يراهما من عقلاء الدنيا يجزم بأن هذا هو الظلم بعينه، وأن العدل والقسط أن كلا منها يحمل ما يطيقه ويقدر عليه.
والعقل والفطرة يجزمان بأن لكل من المرأة والرجل خصائصه المنبنية على تكوينه العقلي والنفسي والجسماني الذي يختلف اختلافاً واضحاً عن الطرف الآخر،
فهل يعقل أن تتساوى وظيفتهما مع هذا الاختلاف....
ذالك والحمد لله
إن اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان.


المصادر:
1- "His Brain, Her Brain" by Larry Cahill in Scientific American, May, 2005.

2- UCI researchers find that, even at rest, men’s and women’s brains behave differently, University of California, April 3, 2006.

3- http://www.sciencedaily.com/releases/2005/12/051201165615.htm

4-http://www.bbc.com/news/science-environment-29405467

5-
Sex Differences In Brains Reflect Disease Risks, http://www.sciencedaily.com/releases/2007/07/070727183141.htm
 6-
http://www.sciencedaily.com/releases/2012/09/120905110931.htm
7-
http://www.livestrong.com/article/208145-what-is-the-difference-between-male-female-heart-rates/


8-
http://www.steadyhealth.com/articles/Female_vs__Male_Brain___Is_There_A_Difference__a1460.html
 9-
http://on.aol.com/video/male-brain-vs--female-brain-517378746
10-
http://www.brainfitnessforlife.com/9-differences-between-the-male-and-female-brain/
11-
http://www.iol.co.za/lifestyle/people/truth-about-male-and-female-brains-1.1505111#.Uhpbfnc_PIU
12-
Love, sex and the male brain, http://edition.cnn.com/2010/OPINION/03/23/brizendine.male.brain/index.html
13-
http://www.theage.com.au/national/the-male-v-female-brain-is-it-all-in-the-mind-20130202-2dqqx.html
14-
http://www.brainbasedbusiness.com/2007/01/surprising_new_results_about_m.html

15-
http://www.thesciencenews.info/2011/05/female-brain-is-more-active-than-male.html
16-
http://www.pnas.org/content/98/20/11650/F3.expansion.html

17-


Sex Differences In Brains Reflect Disease Risks, http://www.sciencedaily.com/releases/2007/07

اتحاد الجذر، وتدليس منكري السنة

إن اللغة: هي عبارة عن أسماء لمسميات ودلالات أتفق مجموعة من البشر عليها.
وعلى ذلك فإن من أراد أن يغير معاني أسماء هذه المسميات أو دلالاتها فقد اخترع لغة جديدة لا دخل لها باللغة الأصلية. 
فمثلا اتفق أهل اللغة العربية على أن: 
الشمس: هي ذلك النجم الذي يضيء في السماء وينير الكواكب. 
الجبل: هو منطقة مرتفعة من الأرض بارتفاع محدد.
الحصان: هو ذلك الحيوان الثدي ..الخ.
فلو جاء شخص وقال: الشمس تعني الغيوم والجبل البحر، والحصان قمر.
فقد اخترع لغة جديدة مختلفة عن اللغة العربية. لأن العرب قد اصطلحوا على مسميات الأشياء.
وعلى ذلك، فقد وجب تفسير القرآن الكريم بالعربية، فقد نزل بالعربية (قرآنا عربيا غير ذي عِوج)

ولطالما حرف منكرو السنة ألفاظ القرآن بما يتناسب مع أهوائهم وأهواء اليهود والنصارى والملاحدة وغيرهم ممن أراد هدم الإسلام الحنيف، واحتجوا على تحريفهم بقولهم "الجذر واحد".فهم يعرضون الكلمة على جذرها في المعجم ثم يختارون المعنى الذي يناسب تحريفهم متجاهلين الاختلافات في الحروف أو علامات الإعراب والتشكيل.

وردا على هذا القول وبيانا لبطلانه نقول:
هل يلزم من اتحاد الجذر -المعجمي- اتحاد المعنى اللغوي؟
قطعا سيكون الجواب : لا. لايقتضي من اتحاد الجذر اتحاد المعنى.
ودليلا على ذلك:
قال تعالى: (قَدْ شَغفها حُبّاً) وقال تعالى: (نُخرِج منه حَبًّا)، فقد اتفق لفظ "حُب" و"حَب" في الجذر المعجمي، هل يعني هذا أن لهما نفس المعنى؟

وقوله تعالى: (وليس الذَّكر كالأنثى) وقوله تعالى: (لقد أضلني عن الذِّكْر) اتفق لفظ" الذَّكَر" ولفظ "الذِّكْر" في الجذر المعجمي، هل يعني هذا أن لهما المعنى نفسه؟


قطعا إن اتحاد الجذر لا يعني اتحاد المعنى كما رأينا. لأن علامات الإعراب والتشكيل ( ــَــًـــُـــٌــِـــٍــْـــّـ ) إذا دخلت على الكلمة غيرت معناها تماما.

وعلى هذا فإن حجة اتحاد الجذر المعجمي حجة باطلة.
والله تعالى أعلم.

الترجمة