هل كانت للرسل والأنبياء السابقين (حكمة) في صورة "سُـنن"؟

هل كانت للرسل والأنبياء السابقين (حكمة) في صورة "سُـنن" يتبعها أقوامهم ويهدونهم بها ؟!
الجواب : نعم !
حيث ذكر الله تعالى أنه آتاهم الحكمة أيضاً بجانب الرسالات (للرسل) 
أو اتباع الرسالات والعمل بها (للأنبياء) 
ومعلوم أن رسالات الله لم تكن تحوي في الماضي تفاصيل العبادات والتشريعات
التي يتركها الله لبيان وتطبيق رسله وأنبيائه بين الناس ليتعلموا منهم 
تماماً ومثلما لم يتعرض القرآن الكريم لتفاصيل العديد من العبادات والمعاملات
والتشريعات وإن كان أحاط بذكرها ولم يترك منها شيء !

فهذه بعض الأمثلة عن إتيان الحكمة لهؤلاء الرسل والأنبياء أيضا مثل نبينا محمدﷺ
يقول عز وجل عن عبده داود عليه السلام :
" وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة  وعلمه مما يشاء " 
وهي ما يتبعه عليه قومه ويهتدون بها من ورائه ، وقال عنه كذلك 
" وشددنا مُلكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب " 
ويقول عن عبده عيسى في بشارة أمه مريم به عليهما السلام :
" ويُعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل " 
.ويقول عنه كذلك :
" ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون "
ويقول عن عبده يحيى عليه السلام :
" يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الـحُـكم صبيا " 
والمقصود بالـحُـكم هنا : الحكمة وحُسن الفهم والعلم 
ويقول عن آل إبراهيم عليه السلام :
" أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينآ آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مُلكا عظيما "
ويقول ممتنا على بني إسرائيل وكثرة وتتابع رسالاته ووحيه وسنن أنبيائه فيهم واصطفائه لهم في زمانهم :
" ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والـحُـكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين " 
وهكذا نرى تلازم وجود ( السُـنة ) أو ( الحكمة ) مع الأنبياء والرسل !!
ولتتأملوا ذلك في آية الميثاق بالإيمان بالنبي الخاتم محمدﷺ:
" وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مُصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " 

ولهذا - وبعد إثبات السُّنَّة والحكمة لأنبياء الله ورسله عليهم السلام كما هي للنبي ﷺ
فقد ثبتت لهم هداية أممهم بهذه الحكمة "السُّنَّة"لزومًا !
 وتماماً كما هدانا النبي ﷺ بسُّنَّته وبحكمته التي آتاه الله إياها وأوحاها إليه
يقول تعالى:"وَإِنَّكَ لَتَهدي إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ" 
ويقول سبحانه عن إبراهيم عليه السلام ومَن بعده :
" ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ، ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين ،وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين " 

وهذه الهداية هداية : دلالة وإرشاد .

الترجمة