شبهة "خُرافة المسيح الدجال" والرد على من تولى كبر هذه الشبهة #عدنان_إبراهيم

شبهة "خُرافة المسيح الدجال" والرد على من تولى كبر هذه الشبهة #عدنان_إبراهيم

كثيرًا ما يحتاط عدنان لنفسه حين يريد تقرير
أو تمرير قضية التي يريد ، ولكن احتياطه يكون " ناقصاً "
بحيث يحاول قطع الطريق فقط على خصمه من خلال " التمويه "
على قضية هي في حقيقتها نقضًا لفكرته الأساسية
 فيقدمها حتى يسلم منها 

حين تكلَّم بخطبته التي سماها "المسيح الدجال ، تدجيل أم تغفيل"

بدأ بالحديث عن"الشيطان "مختزلاً الشيطان وقصته في القرآن بـقوله تعالى:
﴿إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون،
إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون﴾

وخلص من هذا إلى أن الشيطان حقيقة ليس له سلطان
إلا على الذين يريدون اتِّباعه ، فلماذا قدّم بهذه المقدمة ؟

كانت بداية كلامه عن الدجال من خلال تساؤل عقلي :
إذا كان الدجال بهذه القدرة الفائقة على"الإضلال"
أوليس الناس معذورون باتباعه؟
أليس من يحمل هذه الصفات فتنة يريد من قدّر خروجه وهو"الله تعالى"
أن يضل الناس ويفتنهم عن دينهم؟
وأن الآيات إنما تأتي"تخويفاً" فقط وليست إضلالاً وتكفيراً للناس؟
إن الله لا يمكن أن يفعل هذا،فإن قال قائل بأن"إبليس"نفس الحكاية
قلت: لا ، إبليس لا يملك القدرة على هذا !

هذه القضية الكلية هي التي انطلق منها #عدنان_إبراهيم
ومن ثم بدأ يسرد ما ورد في أحاديث الدجال من تناقضات كثيرة عنده
ولأن أحاديث الدجال وردت في " الصحيحين "
البخاري ومسلم وغيرهما من الصححاح
فلا بد كعادته أن يهيئ النفوس للطعن في أحاديث الصحيحين بقضايا
يدرك المختص أنها داخلة في"التجديف المعرفي"لا الكلام العلمي

 فـ المقارنة بين"إبليس والدجال"والتي أفضت إلى إنكار الآخر بناء على أن إبليس
ليس له سلطان على الناس ، فكيف يخرج الله في آخر الزمان من يكون له سلطان
على الناس يجعلهم يعبدونه ويكفرون بالله ؟

إذن ، فالقضية عند #عدنان_إبراهيم هي قضية"لا يقبلها عقله"
وهي مصادمة كذلك للقرآن وماهي إلا تقولات وتخرصات وخرافات

ماهي المشكلة الأساسية ؟

- إن المشكلة الأساسية في هذا البحث المعرفي لدى #عدنان_إبراهيم
الاعتماد على مقدمات خاطئ توصل بلا ريب إلى نتائج كارثية وخاطئة كذلك
وهي كذلك نتائج توصل إلى متتالية من"الإنكارات"التي هي في حقيقتها متلازمة متراصة

نُبسِّط الشيطان من خلال آية :

إذا قال #عدنان_إبراهيم كيف يمكن أن يخرج المسيح الدجال
بهذا الكم من القدرة على الإضلال يمكننا ببساطة أن نقول :

كيف يمّكن الله مخلوقاً يقال له"إبليس"على أن يحيا منذ خلق الله الخلق
إلى أن يبعثون وهو يضل الناس بصفات كثيرة هي أعظم من حقيقة الدجال وإضلالة

فإن كان الدجال منظوراً موصوفاً للناس،فإن إبليس لا يُرى
بل حكى الله عنه أنه يقول عن مهمته العظيمة :
﴿ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم
وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين﴾

فبسبب هذا المكر لا يكون أكثر الناس شاكرين لله

ثم قال تعالى حكاية عن إبليس:
﴿قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا﴾
فقال الله تعالى إقراراً لهذا:
 ﴿قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورًا﴾

فهو إقرار بأن القضية ليست فقط إغواء،بل تبعية لمخلوق سخره الله تعالى لهذه المهمة !
أوليس من يريد أن يسير على طريقة #عدنان_إبراهيم أن يقول :
هل الله الرحيم بعباده ، العظيم في علاه ، الشفيق على من عصاه
يسخر مخلوقاً مثل إبليس ليكون سبباً في إضلال الناس ؟
كيف يعطيه هذه القدرة من البقاء إلى قيام الساعة ، وكثرة الأتباع
والقدرات الخارقة التي تجعله يتسلل إلى عقل الإنسان وبصيرته فيوسوس له
ويزين له الكفر والشرك والعصيان؟
أليس هذا هو نفس المنطق الذي انطلق منه عدنان لإنكاره للمسيح الدجال ؟

وإن كان " الدجال" يأتي من خارج الذات ليضل الناس
أليس الذي يأتي ليتمثل "ضمير" الإنسان فيوسوس له ويغريه بلا شعور
أعظم من شخص يدرك العاقل المؤمن أنه دجال أفاك
بصفاته وطريقته وما بيّن النبيﷺمن حاله ؟

وإن كان الدجال يغوي أناساً في "آخر الزمان" حين انقضاء الآجال
واقتراب الارتحال من الدنيا ، ألا يكون من أخذ على نفسه العهد
وسار بإذن الله الخالق أن يكون همه الإغواء؟

والذي أردى الملايين المملينة من البشر منذ خلق آدم عليه السلام
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أعظم عملاً وفتنة؟

حتى أنه سيعين الدجال على الإغواء والإضلال بتزيين فعله
وتعمية عقول الناس عن تلمس حقيقة فتنته؟

أليس ما يرد على الدجال من تساؤل يرد على إبليس الذي بسّط عدنان أمره
في أول خطبته ليسلم له الاعتراض في نهايته ؟

إن السبل التي رسمها الله تعالى لعباده المؤمنين في الخلوص من الشيطان الرجيم
من وسوسته ، وتزيينه للمنكر ، وإضلاله للناس كانت في ترسيخ

"حقائق الإيمان ومعرفة وصف الشيطان ومنهجه وطريقته في الإضلال"
والطريقة التي رسمها النبيﷺلِتَوقِّي فتنة الدجال هي ذات الطريقة في ترسيخ

"حقائق الإيمان ، ومعرفة الله وأسمائه وصفاته
والتحذير منه ووصف طريقته في الإضلال والأغواء"

إلا أن المهمة في التعامل مع الشأن المحسوس المشاهد أهون من التعامل
مع أمر لا يُرى ولا يُدرك ولا يمكن أن يحتاط الإنسان منه في كل أحواله

وإذا كان الله تعالى قال في شان الشيطان:
﴿إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون،
إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون﴾

فيقال في شأن " الدجال " إنه لا سلطان له على الذين آمنوا واستبصروا حقيقته
بخبر الصادق وعرفوا حجم فتنته وضعفه وتخييله وقدرته على الإيهام
وإنما يكون سلطانه على الذين لم يستبصروا حقيقته
فغابت النذر عن أذهانهم فسقطوا في وبال فعلهم مع رقة دينهم
وضعف تمسكهم بكلام نبيهمﷺ

هذا الشيطان الذي يقول عدنان أنه لا سلطان له علينا بطريقة تبسيطية
هو الذي يقول الله تعالى عنه:
﴿إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير﴾
وهو الذي يخذل الانسان:﴿وكان الشيطان للإنسان خذولا﴾

وإن كان قد أغوى آدم أبو البشر فأخرجه من الجنة ألا يغوي من دونه ؟
﴿وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين،فدلاهما بغرور
فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما
من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة
وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين﴾

بل حتى أن الشيطان يوحي لأوليائه بطريقة جدال أهل الحق
﴿...وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون﴾
وهو أمر لم يفكر به الدجال ! 

وغيرها من مكائده العظيمة التي يتسلل بها إلى النفس الإنسانية
بالوعد بالفقر وتزيين الفواحش ، والتفنن في أسلوب الغواية
حتى بنزع الانسان عن العلم أو تقليل موجبات تقواه
وغيرها مما يطول الحديث عنه 
أليس السؤال نفس السؤال ؟
والتفريق بين المتماثلات لا يصح عقلاً ولا شرعاً ؟؟

مختصر من رد الأستاذ: بدر العامر على خطبة #عدنان_إبراهيم

نسأل الله أن ينفع .

الترجمة