حجية السنة والرد على استدلال منكري السنة على عدم حجيتها

استدل #منكري_السنة بهذا الحديث على عدم حجية السنة
قالﷺ:"لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ..."
فإن علة النهي عن كتابة السنة في بادئ الأمر كما وردت في الأحاديث والآثار
التي استشهد بها خصوم السنة على شبهتهم

العلة الأولى:وهي المحافظة على كتاب الله عز وجل وصيانته عن خلطه بالسنة 
والعلة الثانية:خشية الانشغال عن القرآن الكريم ومضاهاته بغيره من الكتب حتى ولو كانت السنة
العلة الثالثة: خوف الاتكال على الكتابة وترك الحفظ

 أما رفض دعاة اللادينية وغلاة الشيعة لهذه العلة بحجة أن تلك العلة تعني جعل الأحاديث من جنس القرآن
في الأسلوب والبلاغة، وفي ذلك إبطال لإعجاز القرآن الكريم.

فنقول: ليس في ذلك إبطال لإعجاز القرآن، بل حفاظًا لهذا الإعجاز
بمنهج نبوي طبَّقه النبيﷺقولًا وعملًا واستوعبه الخلفاء وطبقوه كما فهموه من النبيﷺوهو من النبى صلى الله عليه وسلم، لأنه إذا كان هناك من كبار الصحابة من يدرك ويميز بين الاسلوب القرآني وإعجازه وبين الأسلوب النبوي، فهناك من عامة الصحابة من لا يدرك ذلك، وهذا هو حال جميع الناس في جميع العصور والأمصار وهذا أمر بديهي لا يجادل فيه منصف وهذا هو حال جميع الناس
في جميع العصور والأمصار وهذا أمر بديهي لا يجادل فيه منصف
فكان من المنهج الرباني في المحافظة على كتابه العزيز النهي عن كتابة ما سواه في أول الأمر
لأنه متعبد بلفظه في الصلاة وغيرها، ولا يجوز إبدال حرف منه بآخر؛ فكان لابد من المحافظة
على هذا الإعجاز ممن لا يدركه في زمن النبوة المباركة، وجميع العرب فيما بعد ذلك
وجميع الأعاجم والمستعربين في جميع العصور ممن لا يؤمن أن يلحقوا ما يجدون في الصحف بالقرآن
ويعتقدوا أن ما اشتملت عليه كلام رب العباد

ثم بعد ذلك أذن النبيﷺبكتابة سنته المطهرة في صحف على حدتها
وميزها وممن أذن له النبيﷺبذلك كعبد الله بن عمرو، وجابر بن عبد الله، وأبي هريرة وغيرهم
 كما أملى النبيﷺكثير من سنته المطهرة في حياته المباركة
فالنبيﷺنهى عن الكتابة في أول الأمر، ثم أذن بعد ذلك، وكان النهي دائر مع الخوف والإذن دائر مع الأمن وجودًا وعدمًا.

ومن بعض أمثلة ذلك عندما أتى عبدالله بن عمرو إلى النبيﷺوقال:"كنت أكتب كل شيء أسمعه منك
أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا؟
فأمسكت عن الكتابة، فأومأﷺبأصبعه إلى فيه وقال: "اكتب، فوالذي نفسى بيده ما يخرج منه إلا حق" أخرجه أبو داود

ويقول أبو هريرة: "إن رجلا من الأنصار جلس يسمع من النبيﷺالأحاديث فلم يقدر على حفظها
فشكى ذلك إليه، فقال له النبيﷺ "استعن على ذلك بيمينك"أخرجه الترمذي

أما ذيول المستشرقين من دعاة اللادينية وأذنابهم من #منكري_السنة
فمع اعترافهم بصحة النهي عن كتابة السنة من النبيﷺفي أول الأمر
وهم في نفس الوقت أعرضوا عن الأحاديث التى تحث على كتابة السنة النبوية
ولم يبين لنا خصوم السنة سر هذا التناقض الظاهري .

وهؤلاء الذين يردُّون سنة رسول الله ﷺ
وهذه الجرأة التي يتكلمون فيها والتي يندفعون بها
دافعها هو ضعف الإيمان بـ"المُخْبِر"وهو رسول اللهﷺ
وإن كان الكثير منهم يستعمل اُسلوب جسرٍ يعبر فيه إلى التنكر !
ذلك بأنهم يقولون لو ثبت هذا النص لاتبعناه لكننا نُنَزِّه الشريعة عنه!
هذا الاسلوب هو نفسه الذي كان يستعمله كفار قريش مع رسول الله ﷺ
ويقولوا لو كنا نعلم أنك رسول الله حقاً لاتبعناك
كذلك بعضهم نجده من يقول أنني أكذِّب هذه الأخبار بمجرد الحس والنظر 
 فنقول:هذه سنة الطوائف الضالة من المشركين فكفار قريش أنكروا حادثة الإسراء والمعراج
 وكذا إنشقاق القمر أنكروها لعدم الإدرك العقلي
من جهة نظره 

فالله سبحانه يأتي بشيء من الإعجاز ولا بُدَّ أن يأتي بشيء لا يدركه الإنسان من جهة النظر فوجب عليك الإيمان والتسليم إختباراً من الله لك.

الترجمة